كتيبة جنين: الخارجون عن القانون الاستعماري

باسل عكّاوي
January 12, 2025

منذ ٦ كانون الأوّل/ديسمبر ٢٠٢٤، تفرض قوّات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية حصارًا على مخيّم جنين وسكّانه. والهدف المعلن للسلطة الفلسطينية من عمليتها التي تحمل اسم ”حماية وطن“ هو تخليص مخيّم جنين من ”الخارجين عن القانون“، والمقصود بذلك مقاومي كتيبة جنين (بالدرجة الأولى).   

بدأ الحصار بعد أن ردّت كتيبة جنين على اعتقال السلطة الفلسطينية لاثنين من مقاتليها - إبراهيم طوباسي وعماد أبو الهيجا - دون مبرّر، فصادر عناصر الكتيبة سيارات للسلطة الفلسطينية بنيّة تبادلها مقابل إطلاق سراح الأسيرين. ومنذ بدء الحصار، استشهد ما لا يقلّ عن ثمانية من سكّان مخيم جنين، من بينهم مقاتل من الكتيبة، وهو يزن جعايصة، والصحفية شذا الصبّاغ، بالإضافة إلى ثلاثة أطفال، على يد السلطة الفلسطينية. وبهذا يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قتلتهم السلطة الفلسطينية إلى ١٩ شهيداً منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى. ومن ناحية أخرى، نجح مقاتلو المقاومة في جنين في تصفية ستّة من عناصر أمن السلطة الفلسطينية. كما أفيد عن اعتقال ٢٣٧ من عناصر أمن السلطة الفلسطينية لرفضهم المشاركة في هذا العدوان ضدّ أبناء شعبهم.  

عُرف مخيم جنين، وهو ثاني أكبر مخيّات اللاجئين في الضفّة الغربية، بكونه بؤرة لنشاطات المقاومة على مدار تاريخه. في عام ٢٠٠٢، تعرّضت فصائل المقاومة في المخيّم لضربة قوية، إذ استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيّم جنين في عملية عسكرية واسعة النطاق. وقد شهدت هذه العملية استخدام الغارات البرّية والجوية على حدّ سواء، بالدبّابات والطائرات العسكرية وغيرها من المعدّات العسكرية الثقيلة، ممّا أدى إلى استشهاد المئات من الفلسطينيين.  

كتيبة جنين

 

غير أنّ المقاومة في جنين تمكّنت في السنوات الأخيرة من الالتفاف حول ”كتيبة جنين“، وهو تنظيم مقاوم مسلّح مستقل، تربطه علاقات وثيقة بسرايا القدس، لكنّ عضويته مفتوحة لجميع سكّان المخيّم بغضّ النظر عن انتماءاتهم السياسية. تأسّست الكتيبة في أيلول/ سبتمبر ٢٠٢١، وكانت أولى كتائب المقاومة التي ظهرت في مناطق مختلفة من الضفّة الغربية، بما في ذلك نابلس وطولكرم وطوباس. وقد كتب باسل الأعرج وتحدّث عن دور المقاومة في مدينة جنين وفي محافظة جنين. يقول الأعرج: ”المقاومة جدوى مستمرّة“، متحدّثًا عمّا أسماه ”مثلّث النار“ الواقع في جنين وريفها. وقد تشكّل هذا المثلّث على يد خلايا المقاومة الناشطة في المنطقة على مرّ السنين. ومنذ ثورة عام ١٩٣٦ وحتّى الآن، ظلّت خلايا المقاومة هذه صامدة على مدار مراحل تاريخية عديدة، حيث شنّت عمليات مسلّحة ضدّ المستوطنين في المنطقة. وقد توّجت هذه العمليات أخيرًا بإخلاء جميع المستوطنات الصهيونية الأربع في جنين وغلافها خلال الانتفاضة الثانية. إنّ المقاومة ستؤتي ثمارها دائماً، ومن هنا تأتي فكرة الجدوى المستمرّة. 

أثبتت كتيبة جنين أنّها الأكثر فعالية عسكريا والأكثر رعباً بالنسبة للاحتلال في الضفّة الغربية. وقد أصبح مخيّم جنين الملقّب بـ”عشّ الدبابير“، والذي تبلغ مساحته الإجمالية ٠،٤٢ كيلومتر مربع فقط، سدّا منيعاً أمام الجيش الإسرائيلي. وهناك، تمكّنت الكتيبة من مجابهة قوّة العدوّ العسكرية وتفوّقه التكنولوجي بأسلحة بسيطة للغاية، مثل البنادق الآلية والحواجز المضادة للدبّابات المصنوعة يدوياً والعبوات الناسفة، في مثال نموذجي لحرب العصابات في المدن. 

   "قبل انتهاء العطلة الصيفية كمن أحد رجال المقاومة لدورية جيش الاحتلال في أحد الأزقة التي تطل على الشارع الرئيسي الذي تسير عليه الدوريات في العادة، وحين اقتربت ألقى القنبلة عليها فانفجرت وأصابت عدداً من الجنود الذين كانوا في سيارة الجيب، توقف الجيب بعد أن ارتطم بجدار قريب، وعلا عويل الجنود وصراخهم، وبعد أن أفاق من كان فيه حياة، بدأوا بإطلاق النار على كل شيء في الشارع، وعلى الفور جاءت تعزيزات كبيرة وبدأت مكبّرات الصوت تعلن منع التجول والمخالف يعاقب."

(...)

"واستمرّ فرض حظر التجوّل أسبوعاً كاملاً عشنا فيه على (البيصارة والعدس والفول والزيتون) ورغم أنها كانت ممزوجة بالخوف، إلا أنها كانت من ألذ ما أكلنا من طعام منذ بدء الاحتلال، فقد شعر الجميع بالعزّة تحت حماية بنادق المقاومة. 

وبعد مرور اليومين الأوّلين من منع التجوّل بدأ الناس يتجرّأون على الخروج من بيوتهم والجلوس عند أبواب منازلهم في الأزقة الضيقة في أعماق المخيم حيث لن تستطيع قوات الاحتلال الوصول إليه بسهولة قبل أن يصدها رجال المقاومة الذين يتربّصون لها في زوايا المخيّم، رأيت الكثير من رجال المقاومة ولم أستطع معرفة أحد منهم فقد كانوا يتلثّمون بالكوفيات ويحملون أسلحتهم ويرابطون في مواقعهم وراء هذا الجدار أو ركن تلك الزاوية.

ورأيت عدداً من جيران الحي من جيراننا يجلسون عند إحدى الزوايا ويشربون الشاي وبعضهم يلفّ السجائر ويدخّنها، ويتحدّثون من مشاعرهم وتخوّفاتهم، يشعرون بالعزّة والكرامة التي أهانها الاحتلال من الجاثم على صدورنا، ويتخوّفون من الآتي المجهول فهل يبقى الوضع على حاله هكذا؟ ولن يقتحموا المخيّم بقوّات كبيرة؟ أو لن يقصفوه بالمدافع أو يحرقوه على رؤوس من فيه!! الآراء كانت متباينة ولكن الرأي القائل بضرورة الصمود كان هو الغالب والقاعدة التي تردّدت ماذا لدينا لنخسره!! فليس لدينا إلّا القيد ودار الوكالة، فعلام الخوف؟ هكذا كانت تنتهي كل الأحاديث (يا راجل أي والله حياة دقيقة بعزّة وكرامة ولا ألف سنة زي الزفت تحت بساطير جنود الاحتلال)."

أعلاه مقتطفات من كتاب ”الشوك والقرنفل“ للشهيد يحيى السنوار، وهو عمل روائي يستند إلى تجاربه الخاصة التي عاشها خلال نشأته في مخيّمات اللاجئين. في هذا المقتطف، يصف السنوار الموقف العام لسكّان مخيّم جباليا في غزّة أثناء الغارات الإسرائيلية والحصار. ويكتب أيضًا عن دعم أبناء المخيّم للمقاومة الشعبية الفلسطينية وعملياتها التي تستهدف جيش الاحتلال، على الرغم من التداعيات العنيفة التي قد تترتّب عليها. ويغذّي هذا الدعم للمقاومة وعملياتها الشعور بالإذلال والقهر الذي يمارسه المحتلّون ضدّ الفلسطينيين. هذا بالإضافة إلى عمليات السلب والتطهير العرقي المخطّط لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين، ما جعلهم يصلون إلى مرحلة لم يعد لديهم ما يخسرونه، وهو ما يفسّر اختيارهم المواجهة المسلّحة مع مضطهديهم. ويذكر السنوار كيف أنّ أكثر المتضررين من العملية الصهيونية على المخيّم، هم أولئك الذين يعيشون في أطرافه، بينما أولئك الذين يقطنون في قلب المخيم هم في مأمن، وذلك بفضل المقاومين المسلّحين. وينطبق هذا الوضع نفسه على مخيّم جنين، حيث يفشل جيش الاحتلال باستمرار في محاولاته لاختراق المخيّم، فيتمّ ردعه بالتفخيخات والكمائن التي ينصبها مقاتلو كتيبة جنين كلّما كانت هناك عملية اقتحام جارية. واليوم، تُستخدم هذه التكتيكات نفسها لمواجهة هجوم السلطة الفلسطينية على المخيّم، وهي عملية عسكرية فاشلة بكلّ المقاييس. وردًا على ذلك، سعت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية إلى الانتقام من سكّان المخيم، من خلال مهاجمة المرافق الطبّية، وحرق منازل المدنيين، فضلًا عن اعتقال وتعذيب الفلسطينيين الذين ينتقدون السلطة في جميع أنحاء الضفّة الغربية، مستنسخةً بذلك ممارسات أسيادها الصهاينة الاستعمارية.

الخارجون عن القانون والمقاتلون الفدائيون:

ليس من المستغرب أنّ عناصر أمن السلطة الفلسطينية الذين اقتحموا مخيّم جنين تمّ توثيق استخدامهم معدّات أمريكية الصنع، بما في ذلك معدّات عسكرية ثقيلة كقذائف ”آر بي جي“. 

إنّ هذا العدوان الذي نفّذته ”أجهزة دايتون“ ليس هجومًا مفاجئا أو عشوائيا، بل هو هجوم مخطّط له بدقّة ويندرج في إطار ”خطّة فنزل“. وخطّة فنزل هي خطّة أمريكية - إسرائيلية مشتركة وضعت عام ٢٠٢٣، تهدف إلى قمع خلايا المقاومة الفلسطينية الناشطة في الضفّة الغربية. وتحمل اسم المنسّق الأمني الأمريكي الحالي للسلطة الفلسطينية و'إسرائيل'، مايكل فنزل. وفي هذا السياق، تعمل السلطة الفلسطينية فعليًا كوكيلٍ 'إسرائيلي' يخدم الأجندة الصهيونية في الضفّة الغربية.

وقد صرّح العميد أنور رجب، الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، والرجل الذي يقود الجهود الدعائية للسلطة الفلسطينية لشيطنة المقاومة في جنين، بقوله:

 

”لا يوجد مقاومون في جنين، بل مجرّد مجموعة من المرتزقة والخارجين على القانون.“

وتسعى الآلة الدعائية للسلطة الفلسطينية إلى نزع الشرعية عن المقاومة في جنين، من خلال تشبيه المقاتلين بالدواعش أو اتّهامهم بأنّهم عملاء لإيران. ولعلّ أفضل ردّ على تصريحات رجب وغيرها من المزاعم التي لا أساس لها من الصحّة، جاء على شكل نقش على جدار في مخيّم العروب للّاجئين الواقع شمال الخليل، مكتوب عليه:

 ”تحية لكتيبة جنين، الخارجة عن قانون الصهيو-أمريكي."

يستدعي هذا التصريح المخزي الصادر عن الناطق الرسمي باسم السلطة الفلسطينية ردّاً من الشهيد باسل الأعرج، الذي كتب مقالاً بعنوان ”الخروج عن القانون والدخول إلى الثورة“. في هذا المقال، يقول الأعرج:

  "أما وجه الشبه ما بين الثوريّ والمجرم هو أن كليهما قرّرا الخروج عن “الأنظمة والقوانين” المُتعارف عليها. لهذا، فإنّ انتقال المجرم إلى الفعل الوطنيّ أو السّياسيّ المنظّم أو غير المنظّم هو انتقالٌ سلسٌ، لا تَشُوبُه – على سبيل المثال – تعقيداتُ انتقال أبناء الطبقة البرجوازية لما يتطلبُهُ ذلك من رفضٍ للطبقة الاجتماعيّة، ومن نبذٍ لطقوس وعادات الطبقة والراحة المادية التي توفرها. فاللصّ، ومن خلال خبرته في مجال السّرقة والاحتيال، قد أتقن آليات العمل خارج منظومة القانون، واكتسب مهاراتٍ للتعامل في حالات الاعتقال والتحقيق، وقد جرّب تنفيذ عملياتٍ تتطلّب درجاتٍ عاليةً من التخطيط المُسبق؛ وهي خبراتٌ تتشابه في منطقها العمليّ مع الفعل المُقاوم، وإنْ اختلفتْ الأهداف."

"وفي أحيانٍ كثيرةٍ، يصبح هؤلاء الرّجال نموذجاً تحريضيّاً للمجتمعات التي تعيش حالةً من الخضوع، فهم الأقدر على الحياة خارج المنظومة التي تفرض شروطاً مذلّةً للعيش. كما أنهم يمتلكون المعرفة الكافية للعيش والاستمرار خارج مظلةّ القانون الظّالم. وفي المقابل، يضعون لأنفسهم قوانينَ صارمةً تنظّم عالمهم بتقاليدَ عادلةٍ، تمنح الإنسان كرامته وحقّه في العيش بحياةٍ كريمةٍ، وتُوقِفه عند مسؤولياته. على سبيل المثال، في حال اعترف أحدهم أمام السلطات، أو قام بالوشاية عن أحد رفاقه، فإنّ ذلك كفيلٌ بإنهاء مسيرته مع المجموعة.

ولأنهم في أسفل الهرم الاجتماعيّ، فعالمهم واضحٌ لا تنطلي عليهم خدع السلطة وتزويرها للحقائق، فلا يخضعون لخطابها وأدواتها الإعلامية وصناعة الرأي العامّ؛ إذ إنّ عالمهم الذي وجدوا أنفسهم فيه هو عالمٌ بِكرٌ على حقيقته، بكلّ صعوباته ومآسيه وفقره وظلمه، لذلك تجدهم الأكثر تقديراً للعدل، وإحساساً بالظّلم، ورفضاً له."

تلعب السلطة الفلسطينية فعليا دور الأداة التنفيذية للقانون الاستعماري الصهيوني ضدّ أبناء شعبها، وتجرّم كلّ من يتجرّأ على انتهاك هذا القانون. إنّ ما يحدث في جنين هو محاولة يائسة من جانب السلطة لإثبات لأسيادها الأمريكان والصهاينة أنّها قادرة على ”ضبط“ فصائل المقاومة وكلّ من يرفض الخضوع للاحتلال في الضفّة الغربية ويترجم رفضه بالعمل المقاوم. 

ومن ناحية أخرى، فإنّ ”الخارجين عن القانون“ و”قطّاع الطرق“ الذين يمثّلون المقاومة في مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية، يتمتّعون بالشرعية لأنهم انبثقوا من قاعدة شعبية تدعمهم بالمثل. والواقع يقول أنّ كتيبة جنين، كغيرها من كتائب المقاومة الفلسطينية المسلّحة، ما كان لها أن تعوّض عن ضعفها العسكري مقارنة بقوّات الاحتلال أو حتّى بقوّات أمن السلطة الفلسطينية، لولا الدعم الشعبي الواسع من أهالي المخيّمات. وفي هذا السياق، يقتبس الأعرج ما قاله تشي جيفارا:

"تتمتّع الغوارة حينئذٍ بالتأييد الشّامل من السّكان المحليين، وهذا شرطٌ لا تقوم الثورة بدونه، يبدو ذلك واضحاً إذا أخذنا مثال عصابات قطّاع الطرق التي تعمل في منطقةٍ ما، فلهذه العصابات جميع مميّزات جيش الغوار: التماسك، واحترام الرئيس، والشجاعة، ومعرفة الأرض.."

ويمضي الأعرج في ذكر العديد من الشخصيات الثورية والمناهضة للاستعمار. بعض هذه الشخصيات، مثل الشهيد الثوري الجزائري علي لابوانت، اكتسب وعيه السياسي أثناء زجّه في السجون الاستعمارية. الجهاز القانوني ومجموعات القوانين القمعية التي تطبّقها السلطات الاستعمارية عادةً تجعل أي شكل من أشكال النشاط السياسي أو التعبير السياسي المخالف للنظام الاستعماري غير قانوني. وبالتالي، من واجب الشعب المستعمر أن يثور على هذا الجهاز القانوني وينتهك قوانينه الجائرة:

"مبتدأ كلّ ثورةٍ هو الخروج؛ الخروج عن وعلى المنظومة الاجتماعيّة التي رسّختها السلطة باسم القانون والاستقرار ومقولات الخير العام والمصلحة العامة، فكلّ سلطةٍ اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ هي بالضرورة امتدادٌ للسلطة السياسيّة وتتقاطع معها. ومن هنا، يمكن فهم وتقدير هذه النماذج البطوليّة من قبل عامة الناس المغلوب على أمرها بشكلٍ فطريٍّ. ومن هنا أيضاً، يمكن فهم عدائيّة السلطات الاجتماعيّة الاقتصادية والسياسيّة لهذه النماذج، واستخدامها للقانون كأداةٍ لتشويهها، وصولاً إلى تجريمها. ومن هنا أيضاً، يمكن فهم هذا الانتقال السلس ما بين الخارج عن القانون والثائر المقاوم."

قال باسل الأعرج ذات مرة إن ”الفلسطينيون يرون أنّ أيّ صدام مع السلطة ليس صداما مع فلسطيني آخر بل صداما مع أداة من أدوات الاحتلال." ومَن أفضل من المثقّف المشتبك الذي سُجن وعُذِّب في سجون السلطة الفلسطينية بأمر من جيش الاحتلال ليقول هذا الكلام؟ إنّ باسل الأعرج ومصعب اشتية وغيرهما الكثير ممّن كانوا أو لا يزالون مسجونين في سجون السلطة، دليلٌ حي على أنّ السلطة الفلسطينية هي حقيقةً امتداد للكيان الصهيوني. ولهذا السبب، لا مفر من أن يمرّ طريق تحرير القدس عبر قصور رام الله.

نرجو منكم دعمنا إذا كانت لديكم القدرة

شبكة الإعلام الفدائي تعتمد بالكامل على المتطوّعين.

قدّم دعمًا